الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد بعد اعفاء ر.م.ع مشروع تبرورة محمد قويدر : الصفاقسية "يثورون" ضد قرار الوزير ويحذّرون من عودة "ماكينة التهميش"

نشر في  28 جويلية 2015  (13:59)

مازال قرار وزير التجهيز باعفاء ر.م.ع مشروع تبرورة بصفاقس يلقى المتابعة والاهتمام من طرف كل الصفاقسية، فللمرة الأولى التي تهب فيها صفاقس كالرجل الواحد بكل مكوناتها ( مواطنين، مجتمع مدني، نقابات، أحزاب، نواب شعب، اعلاميين...) للتصدي لقرار عشوائي، ارتجالي لا يستند لأي منطق أو تقييم.. فلسنا من هواة ضرب البندير وكيل المديح بل أن الخصال التي اجتمع في محمد قويدر وانجازاته كافية وحدها للدفاع عنه، فمنذ تعيينه على رأس مشروع تبرورة تبنى هذا المسؤول عملية الدفاع وأصبح يعمل صباحا مساء ويوم الأحد من أجل أن يحقق حلم الصفاقسية في أن تصبح مدينتهم قطبا سياحيا وبحرهم قابلا للسباحة بعد عديد العقود التي همشت خلالها الجهة وانتصبت في شواطئها المصانع (السياب والNPK) الملوثة.
قويدر لم يكتف بالانجازات الداخلية، بل انطلق في اعطاء هذا المشروع البعد الدولي فدعا عديد الوفود الأوروبية وحاضر في ملتقى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونال مشروعه شرف التوسيم من طرف الاتحاد من أجل المتوسط وتدفقت المساعدات والهبات.. وأصبح مقر الشركة الجديد المطابق للمواصفات في اقتصاد الطاقة خلية نحل يقودها الرجل باقتدار وأخلاق وحكمة فكسب حب العاملين معه، وسعى قويدر كذلك إلى لفت نظر السلطة المركزية فكان كل مسؤول (رئيس حكومة أو وزير لا يمكنه أن يدخل صفاقس سوى بهدف زيارة مشروع تبرورة ).
فهل بهذا التقييم وهذه النتائج اجتهد السيد الوزير وأعضاده لتتخذ قراره الكارثة، فمن في رأيك أستاذنا المقصود هل هو المسؤول أم هو المشروع؟ لقد انكشفت اللعبة واقتنع أهالي صفاقس أن عجلة التهميش عائدة من جديد وأبطالها أمثالك سيدي الوزير لذا فإن قرارك مرفوض – مرفـــــــوض.
في انتظار أن يفعل ما جاء به الدستور من إيجابيات متمثلة في الحوكمة المحلية والتي في غيابها اتخذت قرارك هذا فلو كان الحكم بيد أبناء الجهة لما تجرأ أي طرف على اعفاء محمد قويدر بل ربما كان الأمر مخالفا لتم اقتراحه في منصب أفضل وربما حتى الوزارة لأنه أحق بها من عديد أشباه الوزراء الذين جادت علينا بهم الثورة. ولعل السخط وعدم الرضاء على خطاب وزير التجهيز الحالي الذي اختتم به الملتقى الدولي للتهيئة والتعمير بصفاقس منذ أسابيع لدليل على عدم الاقتناع به في هذا المنصب.
صفاقس لم و لن تهدأ إلا متى تراجع الوزير عن قراره لفائدة صفاقس وحدها ولمصلحة المشروع الذي نعتقد أن الوزير نفسه يهمه نجاحه؟ّ !
وليكن في علمكم سيدي الوزير أن التراجع سيقوي موقعكم وسيجلب لكم احترام كل صفاقس لأن الضعف هو التمادي في الخطأ. ثم لنا أن نسأل أما آن الأوان أن نقطع مع سياسة الهبات والهدايا والمتمثلة في تعيين مسؤولين على عتبة التقاعد في مواقع حساسة بهدف تمكينهم من الامتيازات ونقمع الشباب المتحمس المتقد حيوية على غرار محمد قويدر هذا المهندس الحائز على جائزة رئيس الجمهورية في الهندسة المدنية والذي اضطلع بعديد المهام نذكر منها مديرا جهويا للتجهيز في عدة ولايات.
على كل، نحن في انتظار قرار شجاع سيادة الوزير لأن صفاقس أثبتت أنها لن ترمي منديلها بسهولة.

الحبيب العونلي